العلاقة بين الأتراك والعرب
العلاقة بين الأتراك والعرب
العلاقة بين الأتراك والعرب ليست حديثة أو حتى منذ العصر العثماني بل أقدم من ذلك، سنتعرف على أساس العلاقة بين الشعبين وهل فعلاً يكنّ الشعب التركي العداء والكره للشعب العربي ولماذا؟ هل كانت خلافة عثمانية أم احتلال ونهب للثروات؟
لنتحدث في البداية عن تاريخ العلاقة بين الشعبين:
تاريخ العلاقة بين الشعب العربي والشعب التركي:
العلاقة بين الشعبين ليست حديثة العهد، أو منذ قيام الدولة العثمانية ولا السلجوقية، تعود العلاقة لقبل ذلك بكثير،
من المعروف عن القبائل التركية أنها كانت كثيرة الترحال والتنقل بين أراضي الأناضول إلى شمال بلاد الشام، وكان العرب في رحلاتهم التجارية يمرون ببعض هذه القبائل مما أوجد معرفة وعلاقة وإن لم تكن قوية ومما زاد في التعرف بين الشعبين قيام التجار العرب بنشر الدين الإسلامي للقبائل التركي التي قام أغلبها باتباعه .
بعض النزوح والهجرة الكبيرة للأتراك من موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى واستقرارهم في أرجاء الدولة التركية اليوم وحلب وشمال العراق، أصبح الاختلاط والتعايش أكبر بين الشعبين وكانت علاقة جوار واحترام بين الطرفين في تلك الفترة والتي تقدر بين عام 745 770 م .
حيث قاتل العرب والأتراك معاً في وجه هجمات المغول والتتار واختلطت الدماء التركية مع العربية تحت راية الخلافة العباسية .
وتتالى الأحداث نحو وصول الأتراك لحكم العالم الإسلامي مع تأسيس الدولة العثمانية عام 1299 وبدأ تمددها لتصل حتى بلاد الشام والحجار ومصر وأقصى المغرب ولأكثر من 350عام بقي العلاقة العرب والأتراك تحت حكم واحد وراية واحد اختلف المؤرخين في تسمية تلك الفترة إن كانت خلافة عثمانية أم احتلال تركي .
خلافة عثمانية أم احتلال تركي
تختلف آراء المؤرخين والمحللين لفترة حكم الدولة العثمانية إن كانت خلافة راشدة تحكم بالعدل بين جميع القوميات والشعوب أم كانت احتلال تركي للشعوب العربية ونهب للثروات .
خلال الفترة الطويلة الممتدة من معركة مرج دابق والتي كانت بوابة لدخول الأتراك لبلاد الشام والبلاد العربية وحتى الثورة العربية الكبرى التي ساهمت بانسحابهم من جميع البلاد العربية، حكم البلاد عشرات الحكام والسلاطين واتخذ كل واحد منهم منهجاً في الحكم، قام بعضهم بتقريب العرب إليه وتعزيز مكانتهم وحفظ حقوقهم، ولكن مع مرور عصر الانحطاط وبداية الحرب العالمية الأولى أصبحت أولوية السلطان التركي تقوية جيوشه وشعبه التركي ولو على حساب الشعوب الأخرى .
بداية الخلاف التركي العربي
مع بداية الحرب وتعطل مصالح الدولة العثمانية مع دول الغرب أصبح من الضروري لها أن تستعد للحرب وتقوم بسحب كل من يقدر على حمل السلاح، حيث تم سحب كل الشباب ما بين (15 – 45 عام) لخدمة الجيش التركي وإلا فسيدفع الشاب ما يصل ل 30 ليرة ذهبية وهو مبلغ كبير في تلك الفترة والتي يطلق عليها حرب السفر برلك (1914) مما أشعل شرارة الكره من العرب نحو الأتراك لكثرة الظلم الذي واجهوه .
ولم يرجع من هذه الحرب إلا القليل من الشباب العرب
السبب الرئيسي لكره الأتراك للعرب:
مع كل ما قرأته سابقاً قد يخطر في بالك أن الكره يجب أن يكون موجهاً من الشعوب العربية نحو الأتراك وليس العكس! .
فالخسائر والجوع والظلم كان على حساب الشعوب العربية في أواخر الحكم العثماني، ولكن هذا الشعب المسامح ربما حاول نسيان ما مر به وطوي تلك الفترة مع انسحاب الأتراك من البلاد العربية وانشغاله بمعارك جديدة للحصول على استقلاله من الاستعمار البريطاني والفرنسي .
الثورة العربية الكبرى
قامت حملة مسلحة بقيادة الشريف حسين والذي اتخذ الحجاز منطلقاً لقواته وعملياته في عام 1916 وكان هدفه إنهاء الوجود التركي في الحجاز والحصول على الاستقلال وكانت هذه الثورة رداً على سلسلة الانتهاكات التي حدثت في حكم جمال باشا والملقب بالسفاح .
بالإضافة لسياسة التتريك التي اتبعها السلاطين العثمانيين مع وصول القوميين الأتراك للحكم .
اتحاد العرب مع الحلفاء ضد الأتراك
مع انطلاق الثورة العربية بقيادة الشريف حسين قام الحلفاء بالتواصل معه ووعده باستقلال البلاد العربية من بلاد الشام وحتى مصر وحدثت مراسلات معروفة باسم مراسلات الحسين – مكماهون ولعل هذه النقطة بالتحديد هي ما أزعج الشعب التركي وأوغل الحقد لديه باتجاه العرب حيث عد هذا التحالف طعنة في ظهر الدولة العثمانية .
الصراع التركي العربي
بتسارع كبير بدأ القتال والاشتباك المسلح بين القوات العربية وبدعم من التحالف ضد القوات العثمانية في الحجاز والتي اضرت للانسحاب وخصوصاً بعد قيام العرب بتعطيل سكة الحجاز التي كانت تصل من إسطنبول إلى المدينة المنورة .
مع نهاية عام 1917 كانت القوات العربية قد أنت حكم الأتراك في الحجاز وبلاد الشام وتلك الفترة هي المرة الوحيدة في التاريخ التي تقابل فيها العرب من جهة والأتراك من جهة ضد بعضهم البعض .
هل كانت خيانة عربية للخلافة العثمانية
من وجهة نظر المؤرخين الأتراك فإن الخلافة العثمانية كانت تقاتل تحت راية الإسلام وأنها لم تكن تفرق بين عربي وتركي أو أمازيغي أو كردي، الجميع تحت راية واحدة، وأنها كانت تحمي الأراضي العربية من خطر الاحتلال البريطاني والبرتغالي وغيره..
يعد المؤرخين الأتراك قيام الشريف حسين بثورة ضد حكم العثمانيين بأنه خيانة كبيرة وأنه كان يريد تسليم الأراضي المقدسة للحلفاء .
كما أن هزيمة الأتراك في الحربين العالميتين كانت بسبب خيانة العرب كما يقول بعض الكاتبين الترك .
الأتراك لا يحبون العرب
في العصر الحديث يخشى بعض العرب ان يكون لدى الأتراك هذه النظرة نحو العرب وذلك لعدة أسباب .
الكلام المسموم الذي تبثه قنوات إعلامية تحاول تشويه صورة العرب لدى الأتراك بأنهم شعب مبذر ولا يحترم الشعوب الأخرى .
الحديث عن خيانة العرب للأتراك في تحالفهم مع الحلفاء .
تزايد أعداد المهاجرين العرب في تركيا .
قيام بعض الشخصيات التركية بإلقاء اللوم على العرب في محاولة لتغطية أي مشكلة في البلاد .
تحرير الخلاف هل يوجد كره بين العرب والأتراك .
إذا راجعنا تاريخ العلاقة التركية العربية نجد أن نشوب الخلاف قد انحصر في أواخر حكم العثمانيين ولكن خلال السنوات التي سبقتها كان هناك علاقة متينة وقوية بين الشعبين الذي باتحادهما كادا أن يحكما ثلث العالم أو أكثر .
مع مرور 100 عام على الثورة العربية الكبرى وانقضاء عهد الأتراك في البلاد العربية وتتالي الأجيال وانشغالهم بالتطوير والسباق نحو الانفتاح والحداثة لم تعد الكراهية موجودة كما السابق ولكننا نجدها تعود للساحة مع آراء السياسيين والمحليين فعندما تكون العلاقة جيدة مع الدولة التركية نسمع القنوات العربية تذكر الخلافة العثمانية ونرى المسؤولين الأتراك في البلاد العربية مع هدايا تاريخية تثبت العلاقة الكبيرة التي كانت تربط الشعبين ببعضهم .
ولكن عند حدوث أي خلاف بين الدول نرى عكس ذلك تماما! .
في المجمل العنصرية موجودة لدى كل الشعوب والقوميات ولكن لا يمكن القول بأن جميع الأتراك يكرهون العرب ولا القول بأن جميع العرب يكرهون الأتراك .
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل الأتراك لا يحبون العرب؟
الأتراك والعرب شعب تجاور لمئات السنين وفيما بينهم علاقات وطيدة ولكنها تمر أحياناً بأوقات عصيبة خلقت بغضاً بين الشعبين لفترة من الزمن ولكن لا يمكن القول بأن جميع الأتراك يكرهون العرب والعكس صحيح .
لماذا الأتراك لا يحبون العرب؟
يعود السبب لظنهم بأن العرب قد نقضوا عهدهم مع الخلافة العثمانية من خلال قيامهم بثورة مسلحة وعقد اتفاق مع الحلفاء في الحرب العالمية ضد الأتراك وأنهم السبب الرئيسي لخسارتهم الحرب .
المصدر : أخبارك في تركيا – منوعات